هذه نوعية نادرة من البشر، تعيش وتتكاثر فقط في اليمن..
أقصد هؤلاء الذين لو قلت لأحدهم: السعودية قتلت أمك، لرد عليك دون أي تلكؤ: أمي أصلاً مخزن سلاح!
حوالي 13 مصنعاً للأغذية والمواد الخفيفة في صنعاء وحواليها؛ دمرها القصف السعودي خلال العشرة الأيام الماضية فقط..
ما دخل البفك والبطاطس والكولا والسيراميك بأي شيء .. أي شيء على الإطلاق؟!
ما دخل البفك بالشرعية؟
بالانقلاب؟
بالبالستي؟
بعفاش؟
بالروافض؟
بإيران؟
بأمن السعودية؟
بالدحابشة؟
بالزيود؟!
دمروا مئات المباني والمقرات الحكومية بمبرر: مخازن سلاح
دمروا كل المعاهد الفنية بمبرر: مخازن سلاح
دمروا الملاعب والصالات الرياضية بمبرر: مخازن سلاح
دمروا عشرات المدارس خصوصا في صعدة بمبرر: مخازن سلاح
دمروا متاحف ومبان أثرية بمبرر: مخازن سلاح
دمروا مستشفيات بمبرر: مخازن سلاح
دمروا منازل مدنيين بمبرر: مخازن سلاح
دمروا محطات كهربائية بمبرر: مخازن سلاح
دمروا مطارات وموانئ بمبرر: مخازن سلاح
و بعد ذلك كلللله (ولازالوا مستمرين فيه) يدمرون عشرات المصانع وبنفس المبرر: مخازن سلاح!
كم هو، وما هو، هذا السلاح الذي يمتلكه الحوثيون وعفاش ويبدو أنه كالأوكسجين موجود في كل مكان، أو كالطاقة لا يفنى ولا يُستحدث من العدم!
لو كانت ترسانة الإتحاد السوفيتي بكاملها قد نُقلت إلى اليمن، عقب انهيار الاتحاد، لما احتاجت كللللل هذه المخازن..
300 يوم من القصف المكثف لجبال صنعاء ومعسكراتها وأحيائها لـ”تدمير مخازن السلاح”، ثم وكأنهم اكتشفوا الخطأ: لا والله السلاح مخزن أصلا في مصانع البفك وفي الغرف التجارية! وهات يا قصف وتدمير.
ويبرر لهذه الكذبة/الادعاء، مسوخ البشر في اليمن، وكأنهم لا يرون الجريمة التاريخية الواضحة وضوح الشمس: منذ قصف مصنع الزبادي، في بداية العدوان، وحتى قصف منشآت ميناء رأس عيسى قبل يومين.
المصانع الغذائية .. إحدى آخر مرتكزات الاقتصاد الوطني الهش، يتم تدميرها بهدف تحويل اليمن إلى سوق دائمة و حصرية للصناعات الغذائية السعودية البائرة في بلادها وفي كل مكان، إلا في سوق من 25 مليون مستهلك سيتحولون لمستهلكين إجباريين لبضائع المملكة، وكخيار وحيد أمامهم!
دمروا الثلاثة المصانع الرئيسية للإسمنت في اليمن، قبل أشهر، والآن الإسمنت السعودي هو المسيطر في السوق، وقفز سعره إلى حوالي 2000 ريال..
ثم يقولون لك: سلاح وانقلاب وشرعية وتحرير ومقاومة!
يحتاج الإنسان أن ينمو من طفولته حتى خرفه، على غذاء واحد هو “السلح”، وثلاث وجبات يوميا، حتى يصدق هذا الهراء، أو يقتنع بهذه المبررات.